الثلاثاء، 27 مارس 2012

الخوف من الوحش الذكري 1

اتذكر ايام طفولتي البريئة التي كنا نلهو فيها في شوارعنا معا اولادا وبنات .لم يكن يعكر صفونا او يشغل بالنا الا ان نستمتع بالعابنا.لم نكن نفرق بين ولد وبنت فالفروق في المسميات فقط لا غير.وتمر ايامنا ويبدأ احساسنا بتغير الحال. فمن سن الحادية عشر لم يعد الخروج بحرية مسموح لي ولم يعد اللعب مع اي احد اختار من اصحابي يمر مرور الكرام.
فقد بدأت تنبيهات امي علي بالا العب مع الاولاد تتزايد بمرور الوقت لدرجة وصلت الي منعي من حتي محادثتهم.وعندما كنت اتساءل عن السبب كان ردها بانني  كبرت  والبنت لا يجوز لها اللعب في الشارع عموما وخاصة مع الاولاد.
وعندما كنت اتمادى في اسئلتي كانت الاجابات تاتيني قاطعة غير قابلة للنقاش ومفادها اني بنت وعندما اكبر سوف افهم.
كان يلفت نظري ايضا اقاربنا وزوارنا عندما يمتدحوني ويقولون ها (نادية) وهو اسمي قد كبرت وصارت عروسة.فكنت اتساءل بيني وبين نفسي عن معاني تلك الكلمة.وتمر الايام وبداخلي تساؤلات كثيرة اكثرها التشديد الصارم علي الابتعاد عن التعامل مع الاولاد.سواء في الشارع او البناية التي نسكن بها.
كانت امي احيانا تستجوبني في دخولي وخروجاتي باسئله غريبة لا افهم معناها.منها هل حادثت احد الاولاد !؟ هل ضايقك اح المارة1؟ هل لمس جسدك احد بقصد او بدون قصد!؟.

وكانت اجاباتي بالنفي دائما ولكن التساؤل عن كم التدقيق يجعلني احتاط واستغرب اكثر
وتمر الايام وتتسع دائرة معارفي واهتماماتي بحكم سني وتقدمي في مراحل الدراسة .ومع ظهور علامات البلوغ علي جسدي الذي بدا يلفت النظر الي بشدة .بدأت  اتفهم شدة حرص والدتي علي التنبيه علي.خاصه بعد ان بدأت اتعرض لبعض المضايقات من الصبية في الشارع بل ومن بعض الرجال الذين  كنت اري في عيونهم نظرات لا افهمها ولكنها تصيبني بالارتباك.
كان لي بعض الصديقات المقربات اللاتي ياتين الي بيتي أو اذهب انا الي بيوتهن في نفس الشارع بعد سيل من التنبيهات والتعليمات  من امي.
وفي احد الزيارات لاحد صديقاتي وكان وقت الظهيرة والجو شديد الحرارة.كان يسود الشارع بعض الهدوء وعند دخولي من باب البناية التي تسكن فيها صديقتي.واذا بي افاجئ باحد الشباب يسير خلفي ويدخل خلفي البناية ليجذبني من يدي ويقيد حركتي بيديه.
كانت المفاجأة صادمة لي فلم اعرف ماذا افعل . وجدته بكامل جسده من خلفي ويداه تقيداني وبدأ بتقبيل وجهي محاولا ان يصل الي شفتاي ويده تعبث بصدري وهو يتمتم بكلمات غير مفهومه لي .تمالكت نفسي من الصدمة وبدأت في مقاومته وعندما بدأت في الصراخ وعلا صوتي.هرب خوفا من ان يسمع بنا احد.
جلست علي الدرج لاتمالك نفسي ثم عدت الي بيتي وكل ملامحي تعبر  عما انا فيه .
دخلت الي غرفتي وعندما شعرت امي بوجودي اتت لتستفسر عن سبب عودتي السريعة.فلم اشأ ان اخبرها ولكن بعد الحاحها وضغطها علي.
اخبرتها بما كان.هالها ما سمعت وسألتني ان كنت استطيع التعرف علي هذا الشخص واجبتها  بالنفي رغم عدم تصديقها والقائها علي سيل من الاتهامات . بدأت تبث لي حقائق صدقتها بفعل الموقف.لاراها تخبرني ان هذا الشاب كان يريد اغتصابي .وعند سؤالي عن معني هذه الكلمة شرحت بما يعني انه الموت لي والجرح والعار لاهلي والدمار لكل شئ.
وفهمت ان اي جنس ذكر لن ينظر لي الي علي اني فريسة يتمني ان يفترسها ويفعل بها ما يمتعه هو ويذبحها هي.
من بعدها وبعد ان حكيت قصتي لاقرب صديقاتي لي . التي بدورها بدات تحكي معلوماتها عن الجنس والعلاقة بين الرجل والمرأة ونظرة كل  الرجال لنا علي اننا ادوات متعتهم.
ولد بداخلي الخوف من الوحش المتمثل في كل من هو ذكر لدرجه ان والدتي بدأت تحذرني حتي من اخوتي واقاربي.وكان اي شخص مهما كان ان وجد فرصه الاختلاء بي فلن يرحم انوثتي التي ان انتهكت ضاعت حياتي وحياة كل اسرتي.
اكملت حياتي وانا اموت من الخوف من كل يوم من ان يسرق احد الذكور انوثتي وصرت اخاف حتي من الخروج بالنهار.
 ...........................له بقيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق